أنواع سلوكيات الأطفال: كيفية تعزيز الإيجابية ومعالجة السلبيات
هل تساءلت يومًا عن أسباب سلوكيات أطفالك وكيف يمكن أن تؤثر بيئتهم ومعاملة الأهل عليهم؟ لكل طفل سلوكه الخاص، وقد تكون هذه السلوكيات إيجابية أو سلبية. في هذا المقال، سنتناول أنواع سلوكيات الأطفال، وكيفية تعزيز السلوكيات الجيدة ومعالجة السلوكيات السيئة.
أهمية البيئة في تشكيل سلوك الأطفال
السلوك الذي يظهره الطفل غالبًا ما يتأثر بالبيئة المحيطة به ومعاملة الأهل. يسعى الآباء دائمًا إلى زرع سلوكيات محددة مثل أدب الحديث، وقد يسعون أيضًا إلى تغيير سلوكيات سلبية. لذا، من المهم أن نكون قدوة إيجابية لأطفالنا وأن نتفهم أن السلوك يتأثر بالتقليد والمحيط الاجتماعي.
عمومًا؛ إن السلوك يكتسبه طفلك من تقليد غيره، أو يمكن القول أنه يقلد الناس المحبوبين له، فإن لم تكن تعامله بلطف وبطريقة حسنة، فحتمًا سيلجأ طفلك إلى البحث عن قدوة له -وهذا عمل فطري في طبيعته- وتقليده واكتساب جميع صفاته، فإن خالطَ رفاقًا سيئين فأنت تعرف المثل الذي يقوم (الصاحب ساحب) فسيكون مثلهم سيئًا، وسيجلب لكَ صفاتهم إلى المنزل.
قد يرى البعض أن سلوكًا موجودًا في طفله هو سلوك حَسنٌ، في حين أن البعض الآخر لا يرغب في وجود هذا السلوك في طفلهِ.
أما عن تصرفات الأهالي وتعاملهم تجاه سلوكٍ معين مع طفله فقد يختلف من ذوي طفلٍ إلى آخر، فمنهم من يتعامل معه بتروية وصبر، ومنهم من يتخذ العقوبات أو الثناء تجاه سلوكٍ ما.
ما انواع سلوكيات الاطفال؟
تنقسم سلوكيات الطفل إلى نوعين، وهي سلوكيات حسنة وجيدة، وسلوكيات سيئة، ولكلٍ منهما تعامل مختلف، فلا تعتقد أن السلوكيات السيئة فقط من تحتاج إلى نمط من المعاملة لتحسينها، بل إن السلوكيات الحسنة يجب التعامل معها بحيث تنميها وتطورها، وتضمن بقائها مزروعة داخل طفلك.
السلوكيات الحسنة:
السلوكيات الحسنة هي إحدى انواع سلوكيات الاطفال، وهي الصفات التي اكتسبها طفلك منك، أو من شخصٍ ذو أخلاق حسنة، يجب عليك التعامل مع طفلك ذي السلوك الحسن بطريقة تجعله يستمر بهذا الشكل، ويجب تقدير هذا السلوك أمام طفلك، وتقديره، وتشجيعه على المعاودة دائمًا على هذا المنوال، ولكلِ طفلٍ طريقة لثنائه، أو شكره، أو تشجيعه على ذلك، فمنهم من يتشجع عن طريق:
التشجيع بالماديات: وهي أن تقوم بتقديم شيء مادي يحبه كمعززٍ له، فمثلًا يمكن شراء اللعبة التي يحبها، أو شراء الحلوى له، بذلك سيقوم طفلك دائمًا بالقيام بالأعمال والسلوكيات الجيدة
التشجيع بالغذاء: يحب الكثير من الأطفال تقديم الطعام الذي يحبونه لهم دائمًا، يمكن اتخاذ هذه الطريقة كتشجيع له على السلوكيات الجيدة.
التشجيع النشاطي: يمكن القيام ببعض النشاطات لطفلك كمعزز له على قيامه بسلوكٍ حسن، فمثلًا يمكن أخذه إلى الحديقة، أو إلى مدينة الملاهي، أو أخذه إلى مكانٍ يحبه.
التشجيع الاجتماعي: يمكن الثناء على الطفل بذكرِ أن العمل الذي قام بهِ هو عملٌ عظيم، أو عملٌ رائع، وهذا سيعزز الطفل ويشجعه للاستمرار بالقيام بذلك السلوك.
المشجعات التي يمكن القيام بها لطفلك لا حصرَ لها، ولكن عليكَ القيام بأمورٍ يحبها طفلك حتى تزرع فيهِ أن ما قامَ بهِ هو أمرٌ جيد، ويجب القيام بهِ دائمًا.
السلوكيات السيئة
إن شخصية الطفل تنعكس على سلوكه وتصرفاته، وهناك أسباب تدفعه للقيام بسلوك سيء، ولكن يجب التعامل مع هذا الطفل بحذرٍ شديد، لأنك إن لم تقم بالتصرف بالشكل الصحيح سيؤدي ذلك إلى زرع هذه السلوكيات بشكلٍ أكبر فيه، وقد يتطرف الطفل عن عائلته ويصبح شخصًا سيئًا طوال حياته، ومن هذه السلوكيات هي:
الأنانية
الأنانية هي صفة تأتي بسبب الإفراط في دلال الطفل، أو في إهماله، إن الإفراط في أي شيء سينعكس سلبًا، يجب على كل أبٍ وأمٍ تعليم طفله أن يحب غيره كما يحب نفسه، فهذا الشعور يجب أن ينميه الأهالي في أطفالهم، فصفة الأنانية هي صفة سيئة للغاية، وكما ذكرتُ في بداية المقال؛ فإن الطفل سيتخذك قدوة له، لذلك يجب عليك أن تحب غيرك وتعامله بعيدًا عن الأنانية أمام طفلك، فهذا بالنهاية ماسيتعلمه طفلك منك.
العناد
العناد صفةٌ يعاني منها الكثير من الأهالي من طفلهم، يقوم الطفل بالعناد، ومخالفة أمر أهله لكي يثبت وجوده ووجود استقلاله ورأيه، وفي حال أنك تعاني من عناد طفلك، فيجب عليك ألا تغصبه وتأمره بشكل حاد ومباشر، اقترح عليه بعض الاقتراحات التي تريد أن يقوم بها، وبذلك سيشعر الطفل أنه غير مرغم على شيء محدد.
الحساسية المفرطة
لا يمكن اعتبار أن هذه الصفة هي سلوك سيء، ولكن يجب التخفيف منها، فهناك بعض الاطفال يمتلكون مشاعر جياشة أكثر من غيرهم، فتراهم يبكون لأبسط الأمور، أو عند توبيخهم ولو بطريقة غير حادة أبدًا، فتبدأ دموعهم تنهمر بغزارة، ومنهم من لا يحب التجمعات أو التعامل مع الغرباء، هذا النوع من الأطفال لا يجب معاملتهم بحدة البتة، بل يجب التعامل معهم بلطف وحذر، وتعزيز ثقته بنفسه في حضور الغرباء.
السلبية
سلوك السلبية هو أن يكون الطفل غير مهتم أبدًا في أي شيء، وهذه الصفة سيئة وتؤثر بشكل كبير مستقبلًا على حياة الطفل، حيث إن بقيت هذه الصفة في الطفل سيصبح غير قادر على تحمل المسؤولية، وغير قادر على القيام بالأعمال المسؤول عنها، فلا يجب التغاضي عنها أبدًا، بل يجب أن تشارك طفلك في عدة أمور، وهذا يعتمد على الأمهات أكثر، فيجب عليهن أن يشاركن أطفالهن في أعمالهنَ المنزلية دائمًا، وتسليمهم بعض الواجبات اليومية، بذلك يصبح الطفل مسؤولًا عن هذه المهام، ويكبر على تحمل المسؤولية.
الكذب
لا شكّ أن الكذب من أسوأ الصفات التي يكتسبها الطفل، فجميعنا يكره ويبغض الكذب، ولكن الطفل لا يمكن أن يأتي كذّابًا من الفطرة، فهناك دوافع وأسباب تجعله يضطر إلى الكذب، أو حتى تصبح فيها عادة لا يمكنه تركها، لذلك لا بدّ من الأهالي معرفة الأسباب التي تجعل طفلهم يكذب، ومن هذه الأسباب:
- يكذب الطفل أحيانًا لينال ما يريد تحقيقه ، يكون هذا الدافع موجود بسبب عدم تحقيق الأهل للطفل ما يريد، فيرى أن الكذب هو الوسيلة الوحيدة لذلك.
- للمرة الثالثة أذكر أن الطفل يتأثر من سلوك والديه، أو من الظروف المُحاط بها.
- الشدة والحدة في تطبيق بعض الشروط والقواعد على الأطفال، لا يجب معاملة طفلك على هذا الشكل، فهذا يؤدي إلى انحرافه، وجعله يفعل سلوك للهرب من هذه القواعد، كقيامه بالكذب مثلًا.
العنف
إن العنف يعتبر أحد انواع سلوكيات الاطفال السلبية، فتراه دائمًا يتصرف بتصرفات عنيفة، ودائمًا ما يحاول حل مشاكله بالتلاسن، أو بالعراك، ويعود سبب وجود هذه الصفة في طفلك إلى محيطه الذي يعيش فيه، فإن كان يعيش بين أفرادٍ عنيفين، أو أن المشاكل موجود دائمًا بين الأب والأم، فهذا سيزرع فيه العدوانية حتمًا، أو قد يكون السبب وراء مشاهدة الطفل لبرامج أو أفلام تحوي مشاهد عنيفة وقاسية، لذلك يجب معالجة الأسباب المذكورة فورًا قبل أن يصبح الطفل ذي تصرفات قاسية.
كيفية معالجة السلوكيات السيئة
من المهم أن يتبنى الآباء أساليب فعالة عند التعامل مع السلوكيات السيئة:
- الصبر: تجنب ردود الفعل الحادة أو العقوبات القاسية.
- التواصل: الحديث مع الطفل لفهم مشاعره وأفكاره.
- تقديم القدوة: كونوا نموذجًا للسلوكيات الحسنة، لأن الأطفال يتأثرون بمحيطهم.
الخاتمة
لقد استعرضنا في هذا المقال أنواع سلوكيات الأطفال وكيفية تعزيز الإيجابية ومعالجة السلبيات. تذكر أن الطفل يشبه نبتة، تحتاج إلى رعاية واهتمام لتنمو بشكل صحي. من خلال تقديم الدعم والتوجيه المناسب، يمكننا مساعدتهم على تطوير سلوكيات إيجابية تدوم مدى الحياة. دمتم بخير.