الفرق بين صعوبات التعلم والتأخر الدراسي والاسباب والانواع

اسباب وانواع صعوبات التعلم والتأخر الدراسي

مقدمة عن صعوبات التعلم والتأخر الدراسي

يسعى الآباء والأمهات دائمًا لتقديم كل ما في وسعهم من أجل إيصال أبنائهم إلى أعلى مكان علمي، حتى يأمنوا لهم فرصة حياة جيدة في المستقبل، ولكن هنالك العديد من الصعوبات التي تعترض طريقهم تؤدي إلى إصابتهم بالإحباط، وأشهر تلك المعوقات هي قلة تحصيل طفلك الدراسي، وغالبًا ما يكون السبب الرئيسي لذلك مجهولًا بالنسبة لهم، لذلك سنقوم في مقالنا اليوم التحدث عن صعوبة التعلم والتأخر الدراسي لأنهما من أشهر المشاكل التي يعاني منها الأطفال، ونميز الفرق بين صعوبات التعلم والتأخر الدراسي فتابع المقال معنا.

إن إيصال الطفل إلى مستوى علمي مرموق لا يعتبر أمرًا سهلًا أبدًا، بل إن الأهل يبذلون الكثير في سبيل العلو بطفلهم، وكما ذكرنا فإنه يوجد العديد من المعوقات التي تقف في طريقهم، ودائمًا ما نؤكد أن معرفة المشكلة هو السبيل الأول لإيجاد حل لها، لذلك سنتطرق لتعرف على مشكلة التأخر الدراسي وصعوبات التعلم ونقدم تعريف شامل لهما.

 

 ما هو التأخر الدراسي؟

يعرف التأخر الدراسي بأنه عدم اكتمال النمو التحصيلي عند الطفل نتيجة تأثره بعوامل عديدة أبرزها؛ العوامل العقلية، أو الاجتماعية أو الجسمية أو الانفعالية، هذه العوامل تؤثر على مستوى الطفل العلمي وتجعله أقل إنتاجًا من باقي زملائه في نفس سنه.

يعاني الطفل المصاب بالتأخر الدراسي باضطرابات نفسية تجعله غير قادر على الاستيعاب وفق المستوى المطلوب، كما أن مهارته في القراءة والكتابة والقدرات الجسمية تكون أقل من باقي زملائه.

يعتبر التأخر الدراسي من الأمراض العصبية التي يكون منشؤها من الجهاز العصبي المركزي.

غالبًا ما يرتبط التأخر الدراسي بقدرة الطفل على التفاعل مع المجتمع المحيط، ويكون إدراكه بطيء حتى خارج حدود المدرسة أي في حياته الطبيعية، كما أنه سيواجه صعوبة واضحة في التحكم بذاته في الانفعالات.

 

أنواع التأخر الدراسي:

ينقسم التأخر الدراسي إلى عدة أنواع رئيسية هي:

التأخر العام.

التأخر الدائم.

التأخر الموقفي.

التأخر الخاص.

 

خصائص التأخر الدراسي

1. الخصائص الجسمية:

أثبت العديد من الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين يعانون من تأخر دراسي نتيجة مشاكل ولادية أو خلقية يكون ذلك مرتبطُا أيضًا بالنمو، حيث يعانون من قصر واضح في القامة مقارنة بالأطفال من نفس عمرهم، إلا أنهم يتمتعون بكامل الجوانب الأخرى كالانفعالات والاحتياجات.

 

٢. الخصائص العقلية:

إن الأطفال الذين يعانون من التأخر الدراسي يعانون أيضًا من تأخر عقلي واضح، حيث يحتاجون إلى تكرار المعلومات مرات عديدة حتى يتم تخزينها في ذاكرتهم، وتختلف هذه المشكلة من طفل إلى آخر حيث يتفاوتون في نسبة الاستيعاب.

 

٣. الخصائص الاجتماعية:

لا يرتبط التأخر الدراسي بمجتمع معين أو بيئة محددة، حيث إن الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي لا يمكن ربطه بالأمراض النفسية أبدًا وخاصةً عند الأطفال.

 

٤. الخصائص الانفعالية:

في الحقيقة أن الطفل المتأخر دراسيًا ليس بالضرورة أن يعاني من أي اضطراب نفسي آخر إلا أن سوء تعامل المجتمع معهم قد يزرع في الطفل شعور الإحباط والنقص،  مما يدفعهم ليصبحوا أطفالًا عدوانيين ويسببون الأذى لباقي زملائهم، وكثرة التنمر عليهم تدفع بعضهم  للانطوائية والابتعاد عن المجتمع.

 

صعوبات التعلم:

ما هي أنواع صعوبات التعلم.

1. مشكلة في الحركة:

يجد الطفل صعوبة بالغة في القيام بالحركات العادية، أي لا يستطيع الطفل الاعتماد على نفسه بأبسط الأمر، كما ترتبط صعوبة الحركة أيضًا بصعوبة النطق.

2. مشكلة في القراءة:

تعتبر مشكلة القراءة عند الأطفال المصابين بصعوبات التعلم شائعة جدًا، حيث ينقسم الأطفال إلى قسمين:

القسم الأول:

لا يستطيع الطفل الربط بين الأحرف وأصواتها، وينتج ذلك بسبب مشكلة في دماغه تسبب له العجز عن ربط الأمور ببعضها.

القسم الثاني:

يعجز الطفل عن فهم الكلمات بعد قراءتها، أي لا يستطيع تفسير الكلمات ويكون ذلك نتيجة لاضطراب في الدماغ يسبب العجز للطفل في فهم الأمور.

 

3. مشكلة في العمليات الحسابية:

دائمًا ما يكره الطفل المصاب بصعوبات التعلم العمليات الحسابية والرياضيات حيث لا يستطيع تفسير الارقام أو معرفة عدّها بالترتيب، أو حتى إجراء أبسط العمليات الحسابية.

 

4. مشكلة في الكتابة:

يعاني الطفل من صعوبة تشكيل الجمل أو كتابة الكلمات المنطوقة، ويرتبط أيضًا برداءة خط الطفل وعدم تصحيح الأخطاء الإملائية مهما طُلب منه ذلك.

 

5. مشكلة في تفسير الأمور المرئية:

يعجز الطفل عن تفسير الصور والكلمات التي يراها، حيث يعاني من مشكلة في التنسيق الحركي البصري، أي من الممكن ألا يفرق الطفل بين أمرين متشابهين، أو تمييز معاني الكلمات ونسبها إلى الأشياء.

 

خصائص صعوبات التعلم:

 

فرط النشاط:

إن كثرة الحركة عند الأطفال المصابين بصعوبات التعلم هي من أحد أسباب تشتت انتباههم وعدم تركيزهم، ويعتبر النشاط الزائد عاملًا مشتركًا بين الكثير من الأطفال.

 

ضعف النشاط:

على الرغم من كون فرط النشاط هو الظاهرة الأكثر شيوعًا إلا أنه قد تم تسجيل العديد من الحالات لأطفال يعانون من ضعف النشاط، أي أنهم لا يستطيعون القيام بالنشاطات الطبيعية للأطفال.

 

اضطرابات الذاكرة:

يعاني الطفل من صعوبة التذكر في حياته الطبيعية بشكل عام وخاصة في أمور الدراسة.

 

اضطرابات الإدراك:

يعاني الطفل من صعوبة تمييز الأشياء المسموعة والملموسة والمريئة، أي أن الطفل يشعر بالأشياء ولكن لا يميز بينها.

 

مشكلة نقل الانتباه:

يعاني الطفل من صعوبة بالغة في التركيز في أمرين في الوقت نفسه، حيث إن كان الطفل يشاهد التلفاز يصعب عليه الأكل أو حتى شرب الماء.

 

عدم الدفاع عن النفس:

لا يعتبر نبذ الطفل بين زملائه أمرًا سهلًا عليه، حيث تتولد لديه العديد من الاضطرابات النفسية، أبرزها هو خوفه من الدفاع عن نفسه مهما تعرض للأذى.

 

أسباب صعوبات التعلم

من الخطأ الشائع أن يتم ربط صعوبات التعلم بالذكاء، فغالبًا ما يتمتع الأطفال بنسبة ذكاء مساوية لذكاء أقرانهم، إلا أن الخلل يكمن في عدم مقدرة الدماغ على تفسير الأحداث أو ربطها، فالأمر يعود لنقص الإدراك وليس نقص الذكاء.

ومن أشهر أسباب إصابة الطفل بصعوبات التعلم هي:

1. الوراثة: حيث هناك مرض وراثي يسبب بصعوبات التعلم، وهو مرتبط بالجينات من الأم أو الاب بنسب متساوية.

2. تعاطي الأم أثناء فترة الحمل أو الإرضاع أحد أنواع الكحول أو المسكرات.

3. تعرض الطفل لدرجة كبيرة من العنف في سنواته الأولى.

4. إصابة جرثومية في الجهاز العصبي المركزي.

5. معالجة الطفل من السرطان بالأدوية الكيميائية.

6. تناول الطفل كمية كبيرة من الرصاص أو تعرض الحامل له.

 

تعرف صعوبات التعلم بكونها حالة مستمرة تبدأ من الطفولة أو حتى من أثناء الولادة، حيث يتمتع الطفل بقدراته العقلية كاملة إلا أنه يعاني من اضطرابات في الأنظمة الحسية الحركية تعيق عملية تعليمه، كما أن الطفل من الممكن أن يعاني من مشاكل في حياته الاجتماعية والذاتية، وهذا ما قد يؤدي إلى نتائج سلبية على تحصيله العلمي.

 

في ختام المقال؛ لقد أوضحنا الفرق بين صعوبات التعلم والتأخر الدراسي،  ووضحنا الأسباب التي تؤدي إلى وجود صعوبات في تعليم طفلك.