التعبير الحقيقي والمجازي والفرق بينهما واقسام الحقيقة والمجاز اللغوية والشرعية والعرفية

اقسام الحقيقة والمجاز اللغوية والشرعية والعرفية

الفرق بين الحقيقة والمجاز في اللغة العربية : 


الحقيقة :

هي استعمال اللفظ فيما وضع له أصلًا.
مثال: القمر ينير الأرض في الليل
القمر هنا معناه الحقيقي ( جرم سماوي)


المجاز :

وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له.
مثال: هذه الفتاة قمر
كلمة قمر هنا معناها المجازي أنها جميلة

 

تمارين موقع مناهل أونلاين على مفهوم التعبير الحقيقي والمجازي :

 

 إن إتقان أبحاث البلاغة ومعرفة أساليبها وتذوق ما تضيفه إلى الكلام من صور جديدة تقوي المعنى وتجعله مؤثراً في النفس هو ما يعمل موقع مناهل أونلاين على جعل متعلمي اللغة العربية من كل الفئات يتمرنون عليه ويستخدمونه في كلامهم أو في كتاباتهم لتكون أكثر إشراقاً وأجذل تعبيراً، فجاء الموقع بمجموعة متنوعة من الأمثلة المأخوذ من القرآن الكريم وكلام العرب ليطبق الطلاب ما تعلموه في الموسوعة على هذه التمارين التي قسمت على مستويين ،هما:

-المستوى الأول : تحديد نوع التعبير في الأمثلة الواردة (حقيقي، مجازي)

-المستوى الثاني : كتابة نوع التعبير في الجملة الواردة (حقيقي، مجازي)

 

تعريف الحقيقة:

 

لغةً: هي الشّيء الثابت يقيناً. وحقيقة الشيء: خالصُهُ وجوهره وخصائصه الذاتية.

اصطلاحاً: اللّفظ الذي استعْمل في الصورة التي وُضِع لها في الأصل.

 

تعريف المجاز:

 

لغة: مصدر جاز ، يقال جاز المسافر الطريق، وجاز به جَوْزاً وجوازاً ومجازاً، إذا مشى فيه حتى قطعه.

اصطلاحاً: هو اللَّفظ المستعمل في غير مَا وُضِع له في الأصل، على صورة تصِحُّ ضمْن الأصول الفكرية واللّغويّة العامّة، مع وجود قرينة تصرف الفكر عن إرادة ما وُضِع له اللّفظ. فالقرينةُ هي التي تصرف عن الحقيقة إلى المجاز، فاللّفظ لا يَدُلُّ على المعنى المجازيّ بنفسه بلا قرينة.

 

أقسام الحقيقة والمجاز اللّغوية والشرعية والعرفية:

 

يقسم كلّ من الحقيقة والمجاز إلى أربعة أقسامٍ متقابلة:

 

(1) الحقيقة اللّغوية، ويقابلُها المجازُ اللّغوي.

فإذا استعمل اللّفظ في مجال استعماله بالمعنى الذي وضع له في اللّغة، كان حقيقة لُغَوية.

وإذا استعمل في غير معناه الذي وُضِع له في اللّغة، لعلاقة من علاقات المجاز، فهو مجاز لغويّ.

أمثلة: كلمة "أسد" إذا استعملت للدّلالة على الحيوان المفترس المعروف فهي حقيقة لغوية.

وإذا استعملت للدلالة على الرجل الشجاع القوي فهي مجاز لغويّ، علاقته المشابهة، وهو من نوع المجاز بالاستعارة.

كلمة "اليد" إذا استعملت في أنه العضو الذي نعرفه من الجسد، فهي حقيقة لغويّة.

وإذا استعملت للدلالة بها على الإِنعام، أو على القوة، أو على تسببها في أمْرٍ ما، فهي مجاز لغوي، وعلاقتُه غَيْرُ المشابهة، وهو من نوع المجاز المرسل.

كلمة "النَّهْر" إذا اسْتُعملت للدلالة على الشِّق من الأرض الذي يجري فيه الماء، فهي حقيقة لغويّة.

وإذا استعملت لتدل على الماء الجاري في النهر، فهي مجاز لغويّ، علاقته غير المشابهة، وهي هنا "المحليَّة" فهي من نوع المجاز المرسل.

أما إذا قلنا مثلاً "سَالَ الوادي" فقد أسندنا السيلان إلى الوادي مع أن الوادي لا يسيل، والذي يسيل هو الماء فيه، فهذا إسنادٌ مجازي علاقته المجاورة، وهو من "المجاز العقلي".

 

(2) الحقيقة الشرعية، ويقابلها، المجاز الشرعي.

 

إذا استعمل اللفظ في مجال استعمال الألفاظ الشرعية بمعناه الاصطلاحيّ الشرعيّ المعروف كان حقيقة شرعيّة.

وإذا استعمل للدلالة به على معنىً آخر ولو كان معناه اللغوي الأصلي شرعي كان بالنسبة إلى المفهوم الاصطلاحي الشرعيّ مجازاً شرعيّاً.

أمثلة:

كلمة "الصلاة" إذا اسْتُعْمِلت في مجالات الحديث الشرعية للدلالة بها على الركن الثاني من أركان الإِسلام، فهي حقيقة شرعيّة.

وإذا استعملت بمعنى الدعاء، كان مجازاً شرعيّاً.

وكذلك كلمة "الزّكاة" إذا اسْتُعْمِلت للدلالة بها على الركن الثالث من أركان الإِسلام، فهي حقيقة شرعيّة.

وإذا استعملت بمعنى النّماء والطهارة فهي مجاز شرعي.

 

(3) الحقيقة في العرف العام، ويقابلها المجاز في العرف العام.

 

المقصود بالعرف العامّ هو ما جرى على لسان الناس في عُرْفٍ عامٍّ بخلاف أصل الوضع اللّغويّ.

فإذا اسْتُعْمِل اللّفظ في مجالات العرف العامّ بالمعنى الذي جرى عليه هذا العرف كان حقيقة عرفيّة عامّة.

أما إذا استعمل ليدل على معنىً آخر ولو كان معناه اللّغوي الأصلي، كان بالنسبة إلى هذا العرف مجازاً عرفيّاً عامّاً.

مثال: كلمة "دّابة" جرى إطلاقها في العرف العامّ على الحيوانات التي تمشي على أربع، فإطلاق هذا اللّفظ بهذا المعنى حقيقة عرفيّةٌ عامّة.

وإطلاقها بمعنىً آخر ولو كان معناها اللّغوي الأصليّ، وهو كلّ ما يدبّ على الأرض مما له حياة فهي مجاز في العرف العامّ.

 

(4) الحقيقة في العرف الخاصّ، ويقابلها المجاز في العرف الخاصّ.

 

يقصد بالْعُرف الخاصّ مصطلحات العلوم، فلكلّ علْم مصطلحاتُه اللّغويّة وهي قد تخالف ما اصطلح عليه أصحاب العلم الخاصّ.

مثال :المصطلحات المستخدمة في علم النحو كالفاعل - المفعول به - الضمير - الحال - التمييز - البدل..

ومثل مصطلحات علم الرياضيات كالجمع - الطرح - الضرب – التقسيم...

فإذا استعملت هذه الألفاظ ضمن علومها وفق مفاهيمها الاصطلاحيّة فهي حقيقة في الْعُرف الخاص.

وإذا استعملت في معاني أخرى ولو كانت معانيها اللّغوية الأصلية فهي مجازاً في العرف الخاص.

 

تقسيم المجاز إلى لغوي وعقلي:

يقسم المجاز في الكلام إلى قسمين:

 

الأول: المجاز اللّغويّ:

 وهو استعمال الألفاظ في غير معانيها اللّغوية أو الحذف منها أو الزّيادة عليها...وغير ذلك

أمثلة:

* استعمال كلمة "الأسد" للدلالة على الإِنسان الشجاع.

* استعمال الشراء والبيع بمعنى أخذ شيءٍ يجب به ترك شيءٍ آخر.

*استعمال كلمة "اليد" بمعنى الإِنعام، أو بمعنى القوة والقدرة.

* استعمال كلمة "الإِصبع" بقصد الأنملة التي هي جزء من الإِصبع.

* واستعمال عبارة "أراك تقدّم رِجْلاً وَتؤخّر أُخرى" للدلالة على التردّد.

 

الثاني: المجاز العقلي:

ويكون في الإِسناد بين مُسْنَدٍ ومُسْندٍ إليه، أي بإسناد معنىً من المعاني إلى غير الموصوف به بشرط وجود قرينة تصرف عن إرادة كون الإِسناد على وجه الحقيقة.

أمثلة:

* إسناد بناء الجسور والمدراس ودوائر الحكومة ومنشآتها في المدينة إلى رئيس البلاد، نظراً إلى كونه الآمِرَ ببنائها.

* إسناد حُسْن التأليف والإبداع في الكتابة إلى قلم الكاتب، مع أنّ القلم لا يستطيع التأليف ولا الكتابة وحده.

* وجعل المأكول في الرَّعْيِ المطر المنهمر من السماء، مع أنّ المأكولَ هو الزرع الذي نبت في الأرض بسبب المطر.

 

تقسيم المجاز إلى مجاز في المفرد وفي المركب وفي الإِسناد ومجاز قائم على التوسّع في اللّغة دون ضابط معين:

 

القسم الأول: "المجاز في المفرد"

وهي الكلمة المفردة المستعملة في غير ما وضعت له، مثل كلمة الأسد في الرجل الشجاع، واليد بمعنى الإِنعام.

 

القسم الثاني: "المجاز في المركب"

 وهي الكلمة المركّبة المستعملة في غير معناها الذي وضعت له، مع وجود قرينة تصرف عن إرادة المعنى الأصلي، مثال: عبارة (أراك تقدّم رجلاً وتؤخّر) لوصف حال المتردّد. و(أنت تنفخ في رماد)، في ضياع الجهد المبذول.

 

القسم الثالث: "المجاز في الإِسناد"

وهو الذي يُسْنَد فيه الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له في اعتقاد المتكلم، مثل:

* سالَ الوادي، بإسناد السيلان إلى الوادي، مع أنّ الذي سال هو الماء فيه، والعلاقة بينهما المجاورة.

 

القسم الرابع: "المجاز القائم على التوسّع في اللّغة دون ضابط محدد:

وله وجوه مختلفة لا حصر لها، كالزيادة أو الحذف في بعض الكلام، وكإطلاق الماضي على المستقبل أو العكس،

مثال:

* حذف المضاف وحل المضاف إليه محله، مثال: اسأل القرية، أي: اسأل أهل القرية.

* زيادة حروف ضمن الكلام للتأكيد أو للتزيين، مثال: لفظ "ما" بعد "إذا".

 

دواعي المجاز وأغراضه:

 

أولاً: يعد المجاز من أساليب التعبير غير المباشر، الذي يكون غالباً أوقع في النُّفوس وأكثر تأثيراً من التعبير المباشر.

 

ثانياً: يشتمل المجاز غالباً على مبالغة في التعبير، وللمبالغة أغراض بَلاغيّة متعدّدة،

 منها: التأكيد - التوضيح - الإِمتاع بالجمال - الترغيب عن طريق التزيين والتحسين - التنفير عن طريق التشويه والتقبيح...

 

ثالثاً: يُتِيحُ استخدام المجاز فرصاً كثيرة لصنع صورة جمالية بيانيّة لا يوفرها الاستعمال الحقيقي للألفاظ.

 

رابعاً: استخدام المجاز يُمَكِّنُ المتكلّم من بالغ الإِيجاز مع الوفاء بالمعنى المراد ووفرة في المعاني والصّور البديعة.

 

خامساً: المجاز بالاستعارة أبلغ من التشبيه، فدواعي التشبيه وأغراضه موجود في الاستعارة مع أمور إضافية لا تُوجَدُ في التشبيه.

 

سادساً: المجاز المرسل أبلغ من الاستعمال الحقيقي للألفاظ في كثير من الأحيان خاصة إذا كان حالُ مُتَلَقِّي الكلام ممّن يلائمهم استخدام المجاز، ويشدُّ انتباههم لفهم المضمون وتدبره.