اركان الاشتغال الثلاثة مع الحكم الاعرابي

الاشتغال في اللغة العربية والحكم الاعرابي له

تعريف مفهوم الاشتغال في النحو العربي

الاشتغال هو أحد الموضوعات المهمة في قواعد النحو العربي، حيث يتقدم في الجملة اسم ويليه فعل يعمل على نصب ضمير يعود على الاسم المتقدم، أو يعمل في اسم مرتبط بالضمير.

وهو موضوع له أهمية بالغة في فهم تراكيب الجملة العربية.

على سبيل المثال، في جملة: "غيث ضربتُه"، نلاحظ أن الفعل "ضربت" قد نصب الضمير "ه" العائد على الاسم المتقدم "غيث". كذلك يمكن أن يعمل الفعل في ضمير مرتبط باسم تابع، كما في جملة: "غيث ضربتُ عمه"، حيث نصب الفعل "ضربت" كلمة "عمه"، وهو متعلق بالاسم "غيث".

أمثلة على مفهوم الاشتغال

  • "خالدًا ضربتُ": هنا الفعل "ضربت" عمل على نصب "خالداً"، ليكون مفعولاً به مقدماً.

  • "سعيد مررت به": في هذه الجملة، الفعل "مررت" وصل إلى الضمير بواسطة حرف الجر "بـ".

 

أركان الاشتغال

للاشتغال ثلاثة أركان أساسية:

العامل المشغول:

مثل الفعل أو شبه الفعل الذي يقوم بالعمل في الجملة.

مثال: في الآية الكريمة ﴿والأرض وضعها للأنام﴾، العامل المشغول هو الفعل "وضع".

 

الاسم المتقدم المشغول عنه:

وهو الاسم الذي يتقدم الفعل ويتم الاشتغال عنه.

مثال: في الآية الكريمة ﴿والظالمين أعدَّ لهم عذابًا أليما﴾، الاسم المشغول عنه هو "الظالمين".

 

المشغول به:

هو الضمير أو الاسم الذي يرتبط بالعامل المشغول.

مثال: في الآية ﴿الظالمين أعدَّ لهم﴾، المشغول به هو الضمير "هم".

 

فالمشغول: هو العامل نفسه؛ لأنه مشغول بنصب الضمير عن نصب الاسم السابق، والعامل هذا قد يكون فعلًا، وقد يكون شبه فعل، كاسم الفاعل.

والمشغول عنه: وهو الاسم السابق؛ لأن العامل قد شغل عنه بنصب الضمير الذي يعود إليه.

والشاغل أو المشغول به: وهو الضمير.

 

الحكم الإعرابي للاسم المشغول عنه

الحكم الإعرابي للاسم المتقدم المشغول عنه يعتمد على الجملة والظروف المحيطة به. ويمكن أن يكون له حالتان:

  1. الرفع: قد يكون الاسم المتقدم مرفوعًا ويُعرب مبتدأً والجملة بعده في محل رفع خبر، كما في جملة: "زيدٌ ضربْتُه"، حيث "زيدٌ" هو المبتدأ والجملة الفعلية هي الخبر.

    زيد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

    ضربته: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل، والهاء ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ .

  2. النصب: أو قد يعرب مفعولاً به والجملة بعده تكون مفسرة للفعل المحذوف، مثل: "زيدًا ضربْتُه"، حيث يتم نصب "زيدًا" مفعولًا به لفعل محذوف تقديره "ضربت".

    زيداً : مفعول به لفعل محذوف وجوباً يفسره الفعل المذكور بعده منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

    ضربته: فعل ماض مبني على السكون الظاهر على آخره، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

 

حالات الفعل المحذوف

  •  قد يوافق المذكور في اللفظ والمعنى: مثل جملة "زيدًا ضربتُه"، هنا الفعل المحذوف يتطابق مع الفعل المذكور. وتقدير الكلام: ضربت زيداً ضربته

  • قد لا يوافق المذكور لا في لفظه ولا في معناه: كما في جملة "زيدًا ضربت عمه"، حيث يُفهم من الجملة أن الفعل المحذوف قد يكون "أهنت" وليس "ضربت".
  • قد يوافق المذكور في المعنى فقط : مثال : زيدًا مررت به، وتقدير الكلام: جاوزت زيداً مررت به .

ملاحظة : لا يجوز أن نجمع بين الفعل المحذوف والمذكور؛ لأنه لا يُمكن الجمع بين المفسِّر والمفسَّر.

 

حالات الاسم المتقدم المشغول عنه

وجوب النصب:

إذا سبق الاسم المتقدم أداة تختص بالدخول على الأفعال أدوات الشرط والتحضيض والعرض وأدوات الاستفهام، مثل: "إن خالداً رأيته فسلم عليه". ففي هذه الحالة يجب إعراب خالدًا مفعولاً به لأننا نقدر بهذا فعلًا بعد أداة الشرط إن .

 

وجوب الرفع:

إذا سبق الاسم أداة تدخل على الأسماء مثل "إذا الفجائية"، كما في: "خرجت فإذا خالدٌ يضربه عمه".أو إذا جاء بعد الفعل المشغول أداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها مثل أدوات الشرط والاستفهام كقولنا: خالدٌ إن رأيته فأكرمه .

 

ترجيح النصب:

وذلك إذا كان الفعل المذكور فعل يدل على الطلب ( أمر نهي دعاء)

مثال خالدًا اضربه، فلو رفعنا كلمة خالدًا لكانت الجملة الطلبية خبر، وكذلك إذا عطفنا الاسم على جملة فعلية

مثال: قام زيدٌ وسعيدًا أكرمته . بنصب سعيد نكون قد عطفنا جملة فعلية على جملة فعلية، والتناسب في العطف بين الجمل أفضل من التخالف. وكذلك إذا جاء قبل الاسم أداة غالباً ما تدخل على الأفعال مثال: ما زيدًا رأيته 

 

استواء الرفع والنصب:

وذلك إذا عطفنا الاسم على جملة فعلية يخبر بها عن اسم متقدم عليها، مثال: خالدٌ قام أبوه وسعيدًا أو سعيدٌ أكرمته، فإذا عطفنا على جملة قام أبوه نصبنا، لأنها جملة فعلية ولو عطفنا على جملة زيدٌ قام أبوه رفعنا لأنها جملة اسمية .

 

ترجيح الرفع:

وذلك في أي حالة غير الحالات التي يجب فيها النصب، أو يجب فيها الرفع، أو يترجح النصب، أو يستوي الوجهان

مثال: ( جناتُ عدنٍ يدخلونها) وإنما نرجح الرفع؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير محذوف، والقاعدة تقول عدم الإضمار أرجح من الإضمار.

 

أمثلة على الاشتغال من القرآن الكريم

  1. قول الله تعالى: ﴿أبشراً منّا واحداً نتّبعُه﴾،

     في هذه الآية اشتغال: فقد وقع الفعل (نتّبع)، بين الاسم المشتغَل عنه وضميره، فنصب الاسم: (بشراً)، كما ترى.

    هذا على أنّ للآية قراءة أخرى بالرفع: (أبشرٌ....نتّبعه).

  2. قول الله تعالى: ﴿والظالمين أعدَّ لهم عذابًا أليما﴾،

    في الآية اشتغال: (الظالمين...أعدّ لهم)، وقد وقع الفعل بين الاسم المشتغَل عنه وضميره، فنصب الاسم: (الظالمين).

    هذا على أنّ قراءة عبد الله بن الزبير وأبان بن عثمان بالرفع: (والظالمون أعدّ لهم).

  3. قول الله تعالى: ﴿الزانيةُ والزاني فاجلدوا كلَّ واحدٍ منهما﴾، ن

    أي: الزانية والزاني اجلدوهما، هذه الآية فيها اشتغال: وقد وقع الفعل (اجلدوا) بين الاسم المشتغَل عنه وضميره، فرفع بذلك الاسم: الزانيةُ... على أنه مبتدأ، وخبره جملة: (اجلدوا).

    وللآية قراءةً أخرى بالنصب: (الزانيةَ والزانيَ)، وهي قراءة لعيسى بن عمر الثقفي، أستاذ الخليل بن أحمد.

  4. قول الله تعالى: ﴿وأما ثمودُ فهديناهم﴾،

    في هذه الآية اشتغال حيث وقع الفعل: (هدينا) بين الاسم المشتغل عنه وضميره، وأتى الاسم مرفوعاً على أنه مبتدأ: (ثمودُ).

    وللآية قراءة أخرى بالنصب: (ثمودَ)، فهو في هذه الحال مفعول به مقدم، وأما الضمير: هم، فهو في محل نصب لتوكيد وقوع الفعل على الاسم.

  5. قول الله تعالى: ﴿جناتُ عدْنٍ يدخلونها﴾،

    في هذه الآية اشتغال حيث وقع الفعل: (يدخلون) بين الاسم المشتغَل عنه وضميره، وأتى الاسم مرفوعاً على أنه مبتدأ: (جناتُ عدن).

    إلا أنّ للآية قراءةً أخرى بالنصب: (جناتِ عدنٍ)

    جنات: مفعول به مقدم، والضمير [ها]، في محل نصب، لتوكيد وقوع الفعل على الاسم.

بعض التدريبات على "الاشتغال" في النحو العربي مع الإجابات:

التدريب الأول:

السؤال:
أعرب الجملة التالية:
"زيداً ضربتُه."

الإجابة:

  • زيداً: مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور "ضربتُ"، منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ضربتُه: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.

التدريب الثاني:

السؤال:
ما الإعراب الممكن في الجملة التالية؟
"خالدٌ رأيتُه."

الإجابة:

  • خالدٌ: يمكن أن يُعرب بطريقتين:
    • مبتدأ مرفوع: والجملة الفعلية "رأيتُه" في محل رفع خبر.
    • مفعول به مقدم: لفعل محذوف تقديره "رأيتُ" ويكون الفعل "رأيتُه" تفسيراً للفعل المحذوف.

التدريب الثالث:

السؤال:
حدد أركان الاشتغال في الجملة التالية:
"سعيداً أكرمته."

الإجابة:

  • العامل المشغول (الفعل): أكرمتُ.
  • الاسم المتقدم المشغول عنه: سعيداً.
  • المشغول به: الهاء (الضمير) المتصل بالفعل.

التدريب الرابع:

السؤال:
أعرب الجملة التالية:
"أحمدٌ جاء أبوه وسعيداً أكرمتُه."

الإجابة:

  • أحمدٌ: مبتدأ مرفوع بالضمة.
  • جاء: فعل ماضٍ.
  • أبوه: فاعل مرفوع والهاء ضمير متصل مضاف.
  • وسعيداً: مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور "أكرمتُ".
  • أكرمتُه: فعل ماضٍ، والتاء فاعل، والهاء مفعول به.

التدريب الخامس:

السؤال:
في أي من الحالات التالية يجب أن يكون الاسم المتقدم منصوبًا؟

  1. "إن خالدًا رأيتُه."
  2. "خالدٌ إن رأيتَه فأكرمه."

الإجابة:

  • في الجملة الأولى: "إن خالدًا رأيتُه"، يجب أن يكون الاسم المتقدم "خالدًا" منصوبًا لأن أداة الشرط "إن" من الأدوات التي تدخل على الأفعال وتوجب النصب.
  • في الجملة الثانية: "خالدٌ إن رأيتَه فأكرمه"، الاسم "خالدٌ" مرفوع لأن أداة الشرط "إن" جاءت بعد الفعل ولم تؤثر على الاسم المتقدم.

التدريب السادس:

السؤال:
حدد أركان الاشتغال في الآية الكريمة:
"والظالمين أعدَّ لهم عذاباً أليماً."

الإجابة:

  • العامل المشغول: أعدَّ.
  • الاسم المتقدم المشغول عنه: الظالمين.
  • المشغول به: الضمير "هم" المجرور باللام.

 

خاتمة

الاشتغال هو مفهوم نحوي مهم يساعد في تفسير العلاقات بين الأفعال والأسماء في الجمل العربية. من خلال الاشتغال، نفهم كيفية نصب الأسماء أو رفعها تبعاً للسياق وحالات الفعل المحذوف. هذه القواعد تجعل اللغة العربية أكثر دقة وثراءً في تعبيراتها.

 الاشتغال في النحو العربي