في اللغة العربية، هناك مجموعة من الأفعال التي لا تكتفي بمفعول واحد، بل تحتاج إلى مفعولين لإكمال الجملة وتوضيح معناها بشكل صحيح.
وتُعرف هذه الأفعال باسم "الأفعال المتعدية إلى مفعولين". يتم تقسيم هذه الأفعال إلى أنواع متعددة، منها أفعال تدل على العطاء مثل (أعطى، منح، وهب)، وأفعال التحويل مثل (جعل، صيّر).
هذا النوع من الأفعال يلعب دورًا هامًا في التراكيب النحوية ويضفي عمقًا ودقة على المعنى الذي تريد الجملة إيصاله.
سنستعرض في هذه المقالة أشهر هذه الأفعال مع أمثلة تطبيقية لتسهيل فهمها واستخدامها في اللغة.
أنواع الأفعال التي تنصب مفعولين
1. أفعال تدل على معنى العطاء
أفعال العطاء هي تلك التي تعبر عن تقديم شيء ما من الفاعل إلى المفعول الأول، ثم إلى المفعول الثاني. ومن أشهر هذه الأفعال: أعطى، منح، وهب، كسا، ألبس، منع.
أمثلة:
- أعطيت زيدًا كتابًا
2. أفعال التحويل (التصيير)
أفعال التحويل هي التي تُحوّل الشيء من حالة إلى أخرى. ومن أبرز هذه الأفعال: صيّر، جعل، اتخذ، ترك، ردّ، تخذ.
أمثلة:
- جعل المصنع الورق قشًا
- "جعل": فعل ماضٍ مبني على الفتح.
- "المصنع": فاعل مرفوع بالضمة.
- "الورق": مفعول به أول منصوب بالفتحة.
- "قشًا": مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة.
تمارين موقع مناهل على بحث الأفعال المتعدية إلى مفعولين او التي تنصب مفعولين :
يتميز الموقع بغزارة التمارين التطبيقية التي تلي المفاهيم النحوية، والتي تعمل على ترسيخ أعقد المفاهيم بأذهان الطلاب، فهي تتدرج بهم وفق مستويات معينة لتشمل القاعدة المراد تدريب الطالب على استخدامها .
- المستوى الأول : ويقسم إلى قسمين :
الأول : كتابة المفعول به الأول الوارد في الجملة
الثاني : كتابة المفعول به الثاني في الجملة الواردة .
- المستوى الثاني : ويقسم إلى قسمين :
الأول : كتابة المفعول به الأول في الجملة الواردة
الثاني : كتابة المفعول به الثاني في الجملة الواردة .
- المستوى الثالث : ويقسم إلى قسمين :
الأول : كتابة المفعول به الأول في الجملة الواردة
والثاني : كتابة المفعول به الثاني في الجملة الواردة .
الفرق بين الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر والتي ليس أصلهما مبتدأ وخبر
الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر (أفعال العطاء) :
هذه الأفعال تحتاج إلى مفعولين لإكمال المعنى، ولكن لا يمكن تحويل المفعولين إلى مبتدأ وخبر. بمعنى آخر، لا يمكن أن تشكل المفاعيل جملة اسمية مفيدة بدون الفعل.
فقولنا : كسوت الفقيرَ ثوباً ،
إذا حذفنا الفعل أصبحت ( الفقير ثوب ) لم يعط المفعولين وحدهما معنى مفيد فالفقير ثوب لم تشكل جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر.
وهذه الأفعال هي:
( كسا ـ ألبس ـ أعطى ـ منح ـ منع - سأل ـ وهب- علّمَ ).
وإليكم بعض الأمثلة:
قوله تعالى : (فكسونا العظام لحماً)
العظام : مفعول به أول منصوب،
لحماً: مفعول به ثان منصوب.
ألبس خالدٌ سامرَ حذاءً
سامر: مفعول به أول منصوب
حذاءً: المفعول به ثان منصوب.
منحت المدرسةُ المتفوقَ وساماً
المتفوق: مفعول به أول
جائزة : مفعول به ثانٍ
منع المعلمُ الكسلانَ التنزّه
الكسلانَ : مفعول به أول
التنزه: مفعول به ثان منصوب .
أعطيتك قلماً
الكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول
قلماً: مفعول به ثان منصوب
سأل المعلم التلميذَ سؤالاً
التلميذ : مفعول به أول منصوب،
سؤالاً : مفعول به ثان منصوب .
وهب الحاكم شعبه الحرية
شعبه : مفعول به أول منصوب
الحرية : مفعول به ثان منصوب .
علمت خالداً الأدبَ
خالداً : مفعول به اول منصوب
الأدب : مفعول به ثان منصوب .
في جميع الأمثلة السابقة نلاحظ أن ما تعدت إليه الأفعال من مفاعيل لم يكن أصلها المبتدأ والخبر ، لأننا إذا فصلنا الفعل الناقص عن تتمة الجملة ، نجد أن الجملة لا تعطينا مدلول الابتداء، والإخبار، لأن معناها ناقصاً، ولا يكتمل إلا بإدخال الفعل عليها ليكون أولهما مفعول به أول وثانيهما مفعول به ثان في الجملة .
الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر (أفعال التحويل)
هذه الأفعال تُستخدم لتحويل المفعول الأول إلى حالة جديدة، ويكون المفعولين قبل دخول الفعل عبارة عن جملة اسمية تتكون من مبتدأ وخبر.
وهي (صيّر، ردّ، ترك ، تخذ، اتّخذ، جعل ، وهب)
وهذه الأفعال لا تنصب مفعولين إلا إذا كانت بمعنى صيّر، والمفعولين الذين تنصبهما يكون أصلهما مبتدأ وخبر .
فإذا قلنا : صيّرت العدوَّ صديقاً ، ثم حذفنا الفعل الناقص تصبح : العدوُّ صديقٌ ،
وهي جملة اسمية صحيحة تتكون من مبتدأ وخبر .
أمثلة على هذه الأفعال :
١- صَيَّر
مثال : صَيرت الطينَ وعاءً .
الطين: مفعول به أول ، وعاء: مفعول به ثان .
٢- جَعَل
كقوله تعالى: ( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا).
الهاء في جعلناه مفعول به أول
وهباءً: مفعول به ثان.
أي: صَيَّرناه هباءً منثوراً .
٣- وَهَبَ
مثال : وهبني الله فداء المخلصين ،
الياء في وهبني مفعول به أول
فداء: مفعول به ثان منصوب
أي : صيرني فِداء المخلصين.
٤- تَخِذَ
مثال : تَخِذْتُك صديقاً بعد أنْ كنتَ عدوّاً .
الكاف في تخذتك مفعول به أول
صديقاً: مفعول به ثان
٥- اتَّخَذَ
مثال : اتَّخَذَ المسافرون الباخرةَ فُندقاً
الباخرة : مفعول به أول
فندقاً: مفعول به ثان .
وكقوله تعالى : (واتخذ الله إبراهيم خليلاً)
٦- تَرَكَ ،
كقوله تعالى : (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض )
أي:صَيَّرْنا
بعضَهم : مفعول به أول ،وجملة يموج مفعول به ثان.
ونحو : تَرَكَ الحريق القريةَ خرَاباً .
٧- رَدَّ
كقوله تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسداً)
أي: يُصَيَّرونَكُمْ كُفَّاراً.
الكاف في يردونكم مفعول به أول
كفاراً : مفعول به ثان.
ملاحظة :
أفعال التحويل كلها متصرفة ما عدا (وَهَبَ) فلا يُستعمل منه إلا الماضي .
الأسئلة الشائعة عن الأفعال التي تنصب مفعولين
-
ما هي الأفعال التي تنصب مفعولين؟
الأفعال التي تنصب مفعولين هي مجموعة من الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين في الجملة حتى يتم اكتمال المعنى . ومن أشهر هذه الأفعال افعال العطاء مثل: أعطى، وهب، منح، وأفعال التحويل مثل: جعل، صيّر، اتخذ. -
هل جميع الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر؟
لا، هناك نوعان من الأفعال:- أفعال العطاء التي لا يكون أصلهما مبتدأ وخبر (مثل: أعطى، منح).
- أفعال التحويل التي يكون أصلهما مبتدأ وخبر (مثل: جعل، صيّر).
-
كيف نستطيع التمييز بين الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر وتلك التي لا يكون أصلهما كذلك؟
لمعرفة الفرق، يمكنك محاولة حذف الفعل من الجملة. إذا كانت الجملة المتبقية مكونة من مبتدأ وخبر ولها معنى مكتمل، فهذا يدل على أن المفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، مثل جملة: "جعل الطالب ناجحًا" (الطالب ناجح). -
ما هي الفائدة النحوية من استخدام هذه الأفعال؟
الأفعال المتعدية إلى مفعولين تساعد في إيصال المعاني بشكل أكثر دقة وكفاءة. وهي تسهم في بناء تراكيب لغوية أكثر ثراءً وتنوعًا، مما يتيح للمتحدث أو الكاتب التعبير عن أفكار معقدة بشكل مختصر ومباشر. -
هل توجد تمارين لتدريب الطلاب على هذه الأفعال؟
نعم، هناك العديد من المواقع والمصادر التي تقدم تمارين تطبيقية تساعد على فهم الأفعال المتعدية إلى مفعولين، مثل موقع "مناهل"، حيث يتم تقسيم التمارين إلى مستويات متعددة لتناسب جميع الطلاب.
خاتمة عن الافعال التي تنصب مفعولين في اللغة العربية:
في ختام هذا المقال، نكون قد تعرّفنا على الأفعال التي تنصب مفعولين في اللغة العربية، مع تركيز خاص على أفعال العطاء والتحويل.
هذه الأفعال تلعب دورًا مهمًا في تكوين الجمل وإيصال المعاني بشكل دقيق، وهي جزء أساسي من القواعد النحوية التي تساعد على فهم اللغة بشكل أعمق.
من خلال الأمثلة والشروحات المقدمة، يمكنك الآن التمييز بين الأنواع المختلفة لهذه الأفعال واستخدامها بشكل صحيح في التعبير الكتابي والشفوي.
ولتعزيز هذا الفهم، ننصح بالتدريب على التمارين التطبيقية المتعلقة بهذه الأفعال، فهي تساهم في ترسيخ القواعد في الذهن وتطوير مهاراتك اللغوية بشكل فعال.